سندوتش الكلاب : للشاعر محمد رمضان


سندوتش للكلاب


أتلحف الخوف اللي باقي في وحدتي
وأسد ودني بالمخدة والرياح المرعبة
وأنام على طرف السرير
أحلم بسوق العيش
وتنهيدة رغيفك يا حبي لما يبقى يستوي
أحلم بنبوت الغفير
تتمد إيد وتشدني
أمشي في ضلمة سكتك
تعوي كلاب الليل عليه
أرتمي في حضن القلق
وأحضن حيطان الخوف..
بكتفي وأنزوي
ألقي عنانك يلتوي
وكلاب حارتنا تصدني عن وجهتي
وألقى وداني أتبعرت منها الحروف
وأفوق على هزة كتافي..
بالمخالف والعيون والأسئلة
وأرفع على كتافي الألم
وأبيع بقرش وأبيع بصاغ
ويجيني طفل هدومه بالية مقطعة
من يوم ما شفته وهو لسه ف لفته
الدنيا هيه ضحكته
لكن سنانه مكعبلة
خايف تبان فاضطر
يكتم ضحكته
يمضغ ويبلع ف الألم
وألف كيس ياخده معاه
ويقولي كله على الحساب
أضحك وأداري ف ضحكتي
جوا البضاعة الغير مباعة للولد
وأسأل سؤال؟
لما أروح للفرن وبتاع الخضار
يدوني آكل ع الحساب !
يدوني آكل ولا يدوا للكلاب ؟
أجري لسوق العيش وأهمس ع الملأ
أنا أعلى جداً منهم
أجرى وحاضن سكتي في حضن الطريق..
تعوي الكلاب
إزاي أعدي للعيال؟
وارمي القدر وأرمي الحصا
وأحط قدامهم رغيف
طين الشتا ويا الكلاب
إزاي أعدي والرغيف يفضل نضيف!
إزاي أمر..؟
يااااه اللعاب في الحلق مر
المستحيل إنك تعدي بكل شيء
يا تعدي قدامهم بطيفك
يا تحط لحمك فوق رغيفك
......................
ثلاث محاولات لمرور
زحفت من فوق الرصيف
نامو الكلاب..
على شكل فخ بدون حدود
عينهم بسترج إنما
صوت الولاد بيشدني
علشان أمر بدون تردد كله موت
ووصلت آخر مرحلة
على إيدي قمت وركبتي..
علشان أأقف
الرعد قام طلقات نباح..
وقدرت أهرب م الفزع
محاولة ثانية:
قدمته ليهم مبتسم
قلبوه لقوه وش الرغيف
رفعوا ديولهم في المدى
خرجت سيوفهم والمُدى
أطلقت ساقي للرياح
سابقوا سيقانهم للعواصف تكتسح
فخرجت من وسط التراب
ماسك في إيدي معدتي وضهر الرغيف
محاولة أخيرة:
خلعت من صدري القميص
وحدفت نفسي وسطهم..
ويا اللي باقي من الرغيف
مفضلش غير قدر الزلط
فغرفت وياهم طبق.
..............................................
سندوتش للكلاب : نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/12/17/216284.html

ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع سما فلسطين الأدبية رابط :
http://al7qeqa.blogspot.com/2012/01/blog-post_4233.html